لازمتني فكرة أن أعايش معنى الشاعرة فضيلة معيرش ...فلم أفلح أبدا في ترسيم ما أراه يؤدي الايجابي ..يغوص في المتن ..يلازم زفرة مبدعة..تريد أن تتخندق
في جينية النص المطرز بالنياشين ...تلك لعبتها مذ سايرت سيرورة معاني تصقل بها متن مضامين دفاتها..كنت أتحين فرصة أن ألتقي بهذا الذي يسكن مرجعيتها..ي
عطي لي تفاصيلا معينة من أيقونة تريد أن تتملص من العادي والهروب نحو سعفة معاني تكابد وترسم اليافطات..تلك كانت حكايتها يوم تصالحت مع نصوص "
عنفوانية " وكذا " شيفرات " من معاني تلازم رؤاها الحالمة..قالت : " لحسد الساعة..أحس أنني لم أنغمس في نص يجيب عن حرقة هي لي ضمن المعنى... ا
ابحث عن أدوات نصية تعطيني هرمون أن أصل الى المبتغى ...مبتغى أراه صورة عني تلازم ابداعا هو ضمن اللاشعور يرسم لي تشبعا ما
في مسامات الروح ..."..نافقتها كي أقول لها : كلنا لم نصل الى تحقيق ما نراه يحقق التشبع في فضاء المعنى والساحة..وكلما كابدنا ..هو فيصل بين المعنى
واللامعنى...لكنني رأيت فيها ضمن اللاشعور تفاصيل نص يعطي نكهة حسية لها طعم الياسمين فيه كل ما تشتهيه الأنفس عبر مساحة نصية إكلينيكية تذهب
عنا الوجع..
وتركت لها المجال والمعنى كي تتنفس أكثر .. ترسم ما طاب لها من رؤى عبر المنشور والمحسوس الساكن والضارب في عمق الشفافية وهوس كله هذا المعنى..
وفي غمرة تراتيل لا تجيب عن المنحى ...كان لي أن صادفت نصا لهذه المبدعة الشاعرة ..نصا فيه مساحة بوح يؤسس لما أراه تأشيرة واعية وواعدة تكابد
كي تخرج ما تم تكريره من زبدة عطاءات تختلج ضمن بوح المبدعة..نص ...شعري وشاعري " أمير الفاتحين " ...تراتيل بوح تعطي لنا هذا المؤشر الكريستالي
لبعث فيه الحرقة الممزوجة بالاحاسيس عبر رومانسية نظرة تشاكس بها فضيلة معيرش كي ترسم تفاصيل الولاء للهاجس والاحتراق ...وجدتها تقصف بالثقيل
هذا المعنى الذي يؤسس لأنثى تلعب لعبة الدمى ...وترسل لنا من رحيق ياسمينها المعطر بالمعاني الحالمة :
كل الذين أحبوني طويتهم
بالعشرات ومضيت
وأنت تصقلني كما تشاء
طويتني كما الآهات والزفرات
والضباب الرمادى
وامتطيت بذور ارتجافاتي
و هذا السكون المتجهم على محياك يحيرني
إليك أزف وادعات للسمر وآخرى للضجر
أسقطتني عيناك في زحمة المستوطنات المنسية
وهي في هذه السيرورة المتناسقة من حركات البوح والدهشة ...تخصم لنا المبدعة كل تلك النقاط التي تؤدي الى الهاوية ..لا تريد لنا ان نعيش القهقرى ضمن
جنبات هي من ظلم الحقيقة الموجعة ...تريد ان تؤشر ليافطة تعطي أكلها ضمن المعنى ولاتهادن أبدا كي تكون هي الأميرة الفاعلة في معترك الحكايات
الحالمة ...هي العاشقة صاحبة الأدوات الانشطارية تريد للمعاني العابسة أن تذهب بل يذهب ريحها وتتلاشى ضمن زخم المعاني المتراصفة...أخالها
عاشقة من طراز عالي يريد أن يؤدب واقعا لا يفقه في ترمومتر الغزل الذي يكرر المشهد كي يرسم لنا مشاهد الهوى البعيد عن رؤى نزقة ..
بل مفتاح اكسوجين فيه الحياة والمعنى والبعد الاخر الضارب في جمالية نص فيه كل المرطبات الخالية من شوائب يريد الواقع أحيانا ان يقحمها ..
فتنتني كما النسيم والنور والبدر
كما المسافات واللوعة في غياهب البدايات
وفرط الشرود وسر الوعود
والشموس الباسمات
ينبجس الورد على شفتيك
وأنت إضطرام ولغم وأشواك
تماطلني وقلبي غصن نيلوفر عبق
يكااد يفتق أكمامه بين يديك
وبعيني تفجر البرد والخجل
وسر الإحتواء
وأنا غريبة في همهمات المدى
تهتز مداراتي كما تهتز أصغر أغصان الشجيرات
وأنت في كل الحدقات كأمير الفاتحين
استويت في البدء
واحتوتك السطور
طويت بلاد الشام والافرنج والتتار
توجتك ( إشبيلية ) و ( بلنسية ) و ( مرسية )
كأعظم الفاتحين
نقلة نصية فيها عبق المعنى ...تروض به الشاعرة معنى لا يريد أن يعترف بكل أشكال الجماليات النصية التي تولد الدهشة والشك وهوس المعنى..
وتخلص في وصاياها إلى هذا كي تعطي لنا دائما من نكهة معانيها :
فسلام عليك حين أفقدك
خلف أسوار الوجع
وابتهالات الحرف
وسلام عليك حين ألقاك
وأنا أتوسد عتمة الشرود
في مجاهيل خيبات السنين
وأشلاء الانتظار والخلود
هكذا بدى لي مشهد " لحظات "... شاكست بها فضيلة معيرش ...كي تتخندق في متن النص ....تريد له أن يكون معها.. يحمل " شعورها الخاص "
الى مبتغى هي تراه.. ما يحسم كل الشك الذي يلازم شعورها أحيانا عندما ينادون على اسمها كي تشارك في مقابلة لها في عالم " المبارزة" ..
لا تريد أن تخسر بالنقاط ..ولا تريد أن يسقطها الحكم... بل تريد أن تنتصر على.. " قهر نصي " يعطيها أحيانا مساحات كبيرة من تفكير قاصر
لا يؤدي ما تكابده الشاعرة في سيرورتها من التخمينات التي تشاركها تفاصيل" معزوفة نغمات" هي " صولفاج " واعي لحركات نغمية ينبني عليها
نصها المشبع بالنياشين ...هي تبدو تغازل كل الكلمات التي تعطيها تأشيرة أن تكون فضيلة معيرش بدون " ماكياج" ..هي تريد لنصها أن يفلح
في كسب نقاط ثمينة في مسابقة أصعب من مسابقات " العشاري " ..هي تريد لنا أن نكون مثل أمير الفاتحين ..نفتح البراري ونؤسس لحصون
نراها تعطينا زادا آخرا في وزن دولة لها مقومات الدولة...هي أفلحت في رسم هذا المعنى ..وتريد أن يكون لها من الجديد ..ما يؤسس للون
صادق يحتوي كل معانيها ..بل تريد ديوانا شاملا يلطف فيها هذا الجو المشحون الذي كثيرا ما يزورها ..يريد لها أن تكون.. حتى هي.. أميرة الفاتحين ....
نشر في الموقع سيدي عيسى بتاريخ : الاثنين 9 شوال 1433هـ الموافق لـ : 2012-08-27
