الفاضلة فضيلة: أتهيب من الرد لإبداء
ملاحظاتي؟كيفلا اتهيب وأنا لست شاعراً
أو أديباً أو ناقداً أدبياً؟ كيف لا اتهيب
وأنت جعلتني أطير هائماً
بين روعتين ورائعتين: روعة الأشعار
التي قرأتها للشاعرة العظيمة زبيدة وهي
ابنة تونس التي أنجبت أبا القاسم الشابي
وابنة الجزائر، جزائر الثورة والعطاء...
هي ابنة المغرب العربي الذي انتج الادباء
والمفكرين وأثرى الثقافة العربية والإنسانية.
وروعة النقد الذي خطته أناملك والتي
أخذتني في رحلة أشبه ما تكون رحلة
مقدسة وأنا أكاد أطير فرحاً بين سطور
النقد وأبيات الشعر وكأن أحداً قد منحني
وجلة من السعادة التي نادراً ما أعيشها
في قراءاتي للشعر والنقد كما هذه المرة.
روعة الشعر وروعة النقد لا تصدران
إلا عن رائعتين هما الشاعرة والناقدة،
سحت في ملكوت الشعر كما سحت في
ملكوت النقد على الرغم اني لست اديبا
او ناقداً فأنا مؤرخ وباحث في الثقافة
والتراث المجتمع! ومنذ فترة طويلة
لم اقرأ شعراً أو نقداً ليس عزوفاً
عن القراءة بل احب الشعر واستمتع به،
ولكن من كثرة ما صدمتني دواوين شعر
مطبوعة لم تثر في ايّة عاطفة، بل
إن بعضها اثار في الزهد في قراءة
مثل هذه الأشعار الخالية من الأحاسيس
والموسيقى الداخلية بل وتشوه العواطف
والمشاعر والعقل..عشت مع رائعتين
شاعرة عظيمة وناقدة عظيمة استطاعت
ان تقدم الشاعرة بحيث تدفعنا إلى البحث
عن المزيد من اشعارها والبحث عن
دواوينها الثلاثة في سوق الكتب العربية
او في مكتباتها واصارحك اني لم اعرف
زبيدة إلا من هذه المقالة التي أدين لك
فيها مرتين: مرة لأنك أتحت لي فرصة
قراءة المستمتع وكأنه في محراب تعبد،
ومرة قراءة رائعة للأسلوب النقدي الذي
جمع بين الوصف والمتابعة التاريخية
للشاعرة والتحليل الذي يكشف الرموز
التي يحتاج قارئ مثلي إلى كشف مستورها
من خلال إشاراتك الذكية والمتماثلة في
عفويتها وصدقها وسهولة فهمها مع شاعرتك
بل شاعرتنا العظيمة ... شكرا لك الف مرة!
الباحث الفلسطيني : نبيل علقم
