قصة : التذكرة فضيلة معيرش

Admin المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 27/06/2013

تلطخت المناديل الورقية ببقايا سره ، ابتسم وهو ينظر لتوأمه ، أناته كانت تستقر بين أزيز أسنانه ، إلى أن تهادت رويدا.
هاجسه أن يفتح باب خجله الموصد ، ويوزع صكوك المحبـة أكثر من عادته ، وهو الذي علمه الدلال أن يكبر ضعيف
البنية وقد جاء بعـد تسعة إخوة ، وأمه تشارف على الخمسين .

فكر بطفلته زينب وهي زهرة في ربيعها الرابع ، فكر أيضا بطلاء مناسب لأوجاعه.
ليعيش مابقي له في كنف أفراحه.استعجل المقاول ليكمل له البيت ،حوّل ملكيته باسم زوجته سهر ليلته مع إخوته ، امتد نقاشهم
لوجه الفجـر ، نام والده تحت وطأة عمره المشارف على التسعين.
قبّل يد والدته وضع يده في حضنها كعادته همست له : هناك حلوى خذها لزينب وقبلها عني .. رد مبتسما : لأنها تحمل اسمك
تبالغين في دلالها. شعر أن لحظات عمره استدرجته، فما كانت لخبره بالمزيد لحظة صارحه الطبيب أن مرضه لا عــــــــلاج له
وأن معدة هذا المدعو ..تأكله دون شفقة حد التفوه خفية بأصعب الأوجاع . دأب على مراقصة شروده بين زملائه ؛ هذه المـــرة
لم يكتف بتمرير السلام استطرد على غير عادته ، فأوجاعه تبدو لحد اللحظة بعيدة ومخبأة بظلال الكبرياء.ابتسمت زميلته زينب
وقد تعود ملاطفتها تيمنا باسمها : تبدو شاحبا أستاذ عامر ، على الرغم من أن أساتذة الرياضة يخفون إرهاقهم ؟
رد مجاملا : تعتقدون أن أحد الطلبة ضربني …استطرد نزيف اللثة المتعب . فكر أن يملأ وعاء طموحه ويحنطه داخل بئر أحلامه
دفعة واحدة .ناول زوجته الهاتف : استعجلي لي أخي حسان ، نظر في وجهه وخاطب شروده : وقد أيقن بغيابه الحتمي : أمي وزينب
أوصيك بهما ، لم يمهله الدوار ليكمل …رفع إصبعين في إشارة للتوأم .في الصباح أمام باب المستشفى كانت الوجوه تعج بالدهشـة ،خلف
زجاج غرفة الإنعاش حسان ووالداه وزميله نورالدين . يترقبون صوت الطبيب كان مربكا : أطلبوا له الرحمة فعمره أضحى لحظات …
اجتمع إخوته ، جلست أمه على كرسيه المعتاد وسط بهو البيت وهي تردد : تلك التذكرة التي أخذها عامر من القدر استلمها بدل مني
استطردت وهي تهذي : لم يخذلني عامر يوما لكن في ذهابه هـذا خذلنا جميعا وذهب وحيدا . راحت زوجته تستحضر رائحتـه المبعثرة
بذاكرتها ، تستعيـر ابتسامته الغائبة . بعد عدة أشهر …أخرج حسان سيارة عامـر ، أقام مأدبة عشاءفي الصباح عقد قرانه على زوجة عامر ،
أخــــــذ منها مفاتيـــح البيت بكت زوجته بحرقة …ضمــت أطفالها ، أحست بفقدانها لحسان وهو بجانبها .

Admin المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 27/06/2013

[size=16]حسين بوحسون
[size=16]لأستاذة فضيلة المبدعة قرأت لك للتو قصتك الجميلة ذات البعد الاجتماعي التذكرة وفهمت منها وجهين اثنين اما الوجه الاول فهو الرحلة الى العالم الآخر وهو قدر الانسان ومصيره وأما الثاني وهو الرحلة إلى متاع الدنيا يصيب منها ما يشاء من المتاع الزائل فضلا على التشخيص النقدي الإيجابي لسلبيات المجتمع ونفاقه وغدره وتقلب مشاعره .القصة جميلة في لغتها وفي رؤيتها وفي امتلاكها للواقع وتمثله تمثلا فنيا دقيقاتصوعه في قالب جمالي شائق وممتع .تحياتي الفنية

Admin المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 27/06/2013

الأديب والفنان المصري صلاح الحوجى

هذا ماكتبته لك على الموقع الزيتونة
...(جلست أمه على كرسيه المعتاد وسط بهو البيت وهي تردد : تلك التذكرة التي أخذها عامر من القدر استلمها بدل مني استطردت وهي تهذي : لم يخذلني عامر يوما لكن في ذهابه هـذا خذلنا جميعا وذهب وحيدا . راحت زوجته تستحضر رائحتـه المبعثرة بذاكرتها ، تستعيـر ابتسامته الغائبة . بعد عدة أشهر …أخرج حسان سيارة عامـر ، أقام مأدبة عشاءفي الصباح عقد قرانه على زوجة عامر ، أخــــــذ منها مفاتيـــح البيت بكت زوجته بحرقة …ضمــت أطفالها ، أحست بفقدانها لحسان وهو بجانبها .)..جميل أيتها الرائعة وكما توقعت لك أن تمتلكين ناصية البيان الفنى القصصى.. فنعيش معك فى التذكرة .. مايدور فى حياتنا ..فالكل يسلم لمن حوله مفتاح السباق.. كما فى مسابقات ألعاب القوى ولعبة التتابع.. ينتهى وينهى دوره ويأتى من يكمل هذا الدور..وتكتمل الدورة محملة بما فيها من ذكريات وتذكارات!!!لا أجد ءالا أشكرك فقد علت نغمة أسلوبك الراقى وعباراتك الشاعرية.. وتراكيبك وخيالك وعلا نبض ءايقاعك القصصى..أنت تقدمين سيمفونية جميلة...فضيلة معيرش فتزيدين رصيدك فى فن من فنون النثر الأدبى... بوركت خطواتك!!!

Admin المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 27/06/2013

الدكتور : حسين حسون
عفوا سيدتي الكريمة لقد لامست بقصتك الجميلة القاع الاجتماعي وما يمور فيه من مشكلات اجتماعية تكتسي طابع الإنسانية بل يضفى عليها غطاء المقدس وما هي بالمقدس من شيء بل هي من صلب المدنس غير أن المجتمع يضرب عليها حصارا من حديد ويدخلها في سرداب المحرم والمسكوت عنه والطابو بحيث يسمح لها بالتعبيرعن نفسها وكأنها حلال ومسموح بها وهم يبررون ذلك بالحفاط على شرف المجتمع وقيمه ووحدته الاجتماعية والروحية والنأي به عن متاهات التشتت والتفكك في حين أن ما يقومون به هوعين التفكك والانحلال والتشتت وزرع قيم الكراهية والحقد في الناشئة التي تكون ضحية هذه الممارسات

Admin المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 27/06/2013

عماد باسي * كاتب إجتماعي
كل التوفيق والتميز للكاتبة المبدعة و الاستاذة الراقية فضيلة معيرش